الوجه الآخر للعمل عن بُعد: التحديات الخفية وراء الحرية الرقمية
شهد العالم خلال السنوات الأخيرة تحولات جذرية في أنماط العمل، حيث أصبح العمل عن بُعد خياراً شائعاً وواقعاً متزايد الانتشار في مختلف القطاعات. وبفضل التكنولوجيا والاتصال الرقمي، استطاع ملايين الموظفين التحرر من قيود المكاتب التقليدية، والاستمتاع بمرونة في تنظيم أوقاتهم وتحقيق توازن أفضل بين حياتهم المهنية والشخصية. غير أنّ هذه الحرية الرقمية لا تخلو من تحديات خفية قد تقوّض التجربة إذا لم تتم إدارتها بوعي وحكمة . أحد أبرز التحديات يتمثل في العزلة الاجتماعية . فالعمل من المنزل أو من أماكن بعيدة يقلل من فرص التواصل المباشر مع الزملاء، مما قد يؤدي إلى شعور بالوحدة وفقدان روح الفريق. هذا الجانب النفسي قد يؤثر على دافعية الموظف وإنتاجيته على المدى الطويل، خصوصاً إذا لم يتم تعويضه بوسائل فعالة للتواصل الرقمي التفاعلي . ومن بين التحديات أيضاً تداخل الحدود بين الحياة المهنية والشخصية . في غياب بيئة مكتبية محددة، يجد الكثيرون صعوبة في الفصل بين وقت العمل ووقت الراحة. قد يمتد العمل إلى ساعات متأخرة من الليل، مما يؤدي إلى إرهاق مزمن ويؤثر سلباً على الصحة الجسدية والعقلية. لذلك، يصبح وضع جد...