خلاصة كتاب : 24/6 "قوة الانفصال ليوم واحد في الأسبوع"
خلاصة كتاب
"24/6:
The Power of Unplugging One Day a Week"
24/6: قوة الانفصال ليوم واحد
في الأسبوع
لمؤلفه
تيفاني شلاين
مقدمة:
لماذا "24/6"؟
تُقدّم تيفاني شلاين، وهي صانعة أفلام ومفكّرة في مجالات التكنولوجيا
والثقافة، رؤية ثورية مستلهمة من أحد أقدم المفاهيم الروحية: يوم الراحة
الأسبوعية. في عالم يغمره الاتصال الرقمي على مدار الساعة، تدعو الكاتبة إلى تطبيق
ما تسميه بـ"صوم التكنولوجيا الرقمي"، أو ما تطلق عليه "شبات
التكنولوجيا"
(Tech Shabbat)، وهو تقليد عائلي تقضي فيه وعائلتها يومًا
كاملاً من دون استخدام أي أجهزة رقمية أو إلكترونية.
يعكس عنوان الكتاب "24/6" هذا المبدأ ببساطة: 6 أيام متصلة
بالعالم، ويوم واحد من الانفصال الكامل لإعادة الشحن الذهني والروحي والعاطفي.
تستعرض شلاين في كتابها فوائد هذه الممارسة من خلال مزج التأملات الشخصية، والحكمة
اليهودية، والدراسات الحديثة حول الدماغ والتكنولوجيا والرفاه النفسي.
الفصل الأول:
التوصيل الدائم وآثاره
النفسية
تبدأ الكاتبة بتوصيف الواقع الرقمي الحالي الذي يفرض علينا نمط حياة
متواصلاً دون توقف. نحن نتحقق من هواتفنا مئات المرات يوميًا، نرد على الرسائل
لحظة ورودها، ونتنقل بين المنصات الرقمية من دون إدراك، مما يسبب إجهادًا دائمًا.
تشير الدراسات التي توردها شلاين إلى أن هذا التشتت الرقمي يضعف
القدرة على التركيز، ويؤثر سلبًا على جودة النوم، ويُفاقم مشاعر القلق والتوتر.
كما أن الأطفال والمراهقين أصبحوا أكثر عرضة للعزلة الاجتماعية والانفصال العاطفي
نتيجة الإفراط في استخدام الشاشات.
وتلفت إلى أن التكنولوجيا ليست هي المشكلة بحد ذاتها، بل في كيفية
استخدامها، وتُبرز الحاجة الملحة إلى "فترات توقف" تتيح لنا أن نكون
أكثر حضورًا وعمقًا في تجاربنا.
الفصل الثاني:
الجذور الروحية ليوم الراحة
تلجأ شلاين إلى تراثها اليهودي لتُبرز كيف أن مفهوم "السبت"
أو "شبات" ليس مجرد توقف عن العمل، بل ممارسة روحية واجتماعية شاملة
تتيح للإنسان أن يعود إلى ذاته. في التقاليد اليهودية، يبدأ يوم السبت من غروب شمس
الجمعة وحتى غروب شمس السبت، ويُمنع فيه استخدام التكنولوجيا والعمل وكل ما يشغلك
عن الحضور مع النفس والعائلة.
تشرح كيف أن "شبات التكنولوجيا" يُعيد تعريف العلاقة مع
الزمن: فهو ليس هروبًا من الحياة، بل عودة حقيقية إليها. في هذا اليوم، تُغلق جميع
الأجهزة، ولا يُسمح باستخدام الهواتف، أو الإنترنت، أو البريد الإلكتروني، أو
التلفاز.
وتستشهد الكاتبة بكلمات المفكر اليهودي "أبراهام جوشوا
هيشل" الذي وصف السبت بأنه "قصر في الزمن"، حيث تتجلى فيه القداسة
لا في الأشياء، بل في التجربة البشرية نفسها.
الفصل الثالث:
كيف نبدأ؟ خطوات عملية لتطبيق 24/6
تعرض شلاين خطوات واضحة لتطبيق فكرة 24/6، وتؤكد أن التحول يجب أن
يكون تدريجيًا وبحسب ظروف كل شخص:
1.
حدد
اليوم المناسب: لا يشترط أن يكون السبت، يمكن لأي شخص اختيار
اليوم الذي يناسب جدول عمله وحياته الأسرية.
2.
التخطيط
المسبق: من المهم
إعلام الأصدقاء والعائلة بأنك ستكون "غير متصل"، والتأكد من إنهاء
المهام الضرورية مسبقًا.
3.
ابتكر
طقوسًا مميزة: من المفيد أن تقيم طقسًا أسبوعيًا كبداية رمزية،
مثل إشعال الشموع، تناول وجبة مميزة، أو قراءة كتاب مع العائلة.
4.
استعد
نفسيًا: يجب
تقبّل الشعور بالقلق في أولى التجارب، لأنه نتيجة طبيعية لعادة الانفصال الرقمي.
5.
احتفل
بالهدوء: استمتع
بالقراءة، الرسم، المشي، الطبخ، أو مجرد التواجد مع الأحبة، بعيدًا عن الإشعارات
والرسائل.
تشير الكاتبة إلى أن الأطفال أيضًا يستفيدون بشكل كبير من هذا الفصل
الرقمي، حيث تنمو لديهم مهارات التواصل الحقيقي والإبداع.
الفصل الرابع:
العلم خلف الانفصال
تستعرض شلاين مجموعة من الأبحاث العلمية التي تدعم فكرة الصوم الرقمي
وتأثيره الإيجابي على الدماغ والصحة النفسية:
- إعادة ضبط
الجهاز العصبي: أظهرت
دراسات أن أخذ فترات راحة من الشاشات يقلل من نشاط الجهاز العصبي المرتبط بالتوتر،
ويُعيد التوازن إلى الحالة الذهنية.
- تحسين
النوم: التقليل
من التعرض للضوء الأزرق ليوم واحد أسبوعيًا يحسّن من جودة النوم بشكل كبير.
- تعزيز
التركيز: فترات
الانفصال تعيد تدريب الدماغ على التركيز العميق، بدلًا من الاستجابة المستمرة
للمحفزات اللحظية.
- تفعيل
الإبداع: في حالة
الهدوء وعدم التشتت، ينشط الدماغ بطريقة مختلفة تؤدي إلى بروز أفكار خلاقة
وتجارب داخلية عميقة.
الفصل الخامس:
قصص وتجارب شخصية
تشرك الكاتبة القارئ في تجاربها الشخصية والعائلية، حيث توضح كيف
غيّرت هذه العادة حياتها، وحياة أسرتها. تذكر كيف أصبح أطفالها أكثر هدوءًا
وتواصلاً، وكيف ازدهرت علاقاتها الزوجية والاجتماعية نتيجة لهذا الانفصال المؤقت.
كما تورد شهادات لأشخاص من خلفيات ثقافية ومهنية متنوعة، وجدوا في
"24/6" حلاً لمشكلات الإرهاق المهني، والإدمان الرقمي، وحتى الاكتئاب.
من بين القصص المؤثرة، قصة مهندس برمجيات كان يعاني من الاحتراق
الوظيفي، واستطاع عبر تطبيق هذه الفكرة أن يستعيد توازنه ويجد معنى جديدًا في
حياته.
الفصل السادس:
التكنولوجيا كأداة وليست كقيد
تؤكد شلاين أن دعوتها ليست ضد التكنولوجيا، بل مع الاستخدام الواعي
لها. فنحن بحاجة إلى إعادة تعريف العلاقة مع التكنولوجيا بحيث تصبح أداة تعزز
حياتنا لا تتحكم بها.
تشير إلى أهمية التصميم الواعي للتطبيقات والمنصات، وتدعو الشركات
التقنية إلى احترام "فترات الانفصال"، وتوفير أدوات لتقييد الاستخدام
بدلًا من تعزيزه.
كما تشجع على تطوير مهارات "الصحة الرقمية" لدى الأطفال،
وتعليمهم منذ الصغر أن الحياة خارج الشاشة لا تقل أهمية، بل ربما تفوق، تلك التي
داخلها.
الفصل السابع:
24/6 كحركة اجتماعية وثقافية
ترى الكاتبة أن هذا النمط من العيش يمكن أن يصبح حركة ثقافية عالمية
لمواجهة ثقافة الاستهلاك والسرعة والضجيج. فالإنسان يحتاج إلى أوقات راحة وتواصل
عميق ليحافظ على إنسانيته.
وتقترح أن تعتمد المؤسسات التعليمية والمهنية مفهوم "يوم بلا
تقنية" شهريًا أو أسبوعيًا، لتشجيع الموظفين والطلاب على إعادة الاتصال
بذواتهم وزملائهم والعالم الحقيقي.
تُبرز في هذا السياق أهمية السياسات التي تحمي وقت الأفراد من التعدي
الرقمي المستمر، مثل قوانين "الحق في الانفصال" التي بدأت تظهر في بعض
الدول الأوروبية.
الفصل الثامن:
التغيير يبدأ بيوم واحد
تختتم شلاين كتابها برسالة بسيطة وملهمة: التغيير لا يتطلب ثورة
شاملة، بل قرارًا واحدًا نلتزم به أسبوعيًا. أن نُطفئ الأجهزة ليوم واحد لا يعني
أننا سنتخلف عن العالم، بل على العكس، سنعود إليه أكثر وعيًا وحضورًا واتزانًا.
تؤمن بأن هذا اليوم يمثل استعادة للسيطرة على الزمن، وتحررًا من
العبودية الحديثة التي فرضتها الشاشات علينا. إنه يوم للعودة إلى الجذور، إلى
الذات، إلى العائلة، وإلى التجربة الإنسانية الصافية.
الخاتمة:
دعوة للتجربة
"24/6"
ليس مجرد كتاب، بل دعوة لتجربة عملية يمكن لكل شخص أن يخوضها. لا
يتطلب الأمر انتماء دينيًا أو خلفية ثقافية معينة، بل فقط الرغبة في استعادة لحظة
من السكون في عالم صاخب.
ما تقترحه شلاين هو مساحة صغيرة في جدولك الأسبوعي، لكنها تحمل أثرًا
عظيمًا على جسدك، وعقلك، وروحك، وعلاقاتك، وجودة حياتك عمومًا.
في زمن تتسارع فيه الحياة، ربما يكون أعظم إنجاز يمكننا تحقيقه هو أن
نتوقف ليوم واحد.
تعليقات
إرسال تعليق