ما الذي تفتقده الشركات في الموظفين عند توظيفهم عن بُعد فقط؟
ما الذي تفتقده الشركات في الموظفين عند توظيفهم عن بُعد فقط؟
في ظل الانتشار الواسع لنظام العمل
عن بُعد، توجهت العديد من الشركات إلى توظيف الكفاءات من مختلف أنحاء العالم
دون الحاجة إلى وجودهم في المكتب. ورغم الفوائد العديدة لهذا النموذج، مثل تقليل
التكاليف وتوسيع قاعدة المواهب، إلا أن هناك بعض الجوانب التي تفتقدها الشركات عند
توظيف الموظفين عن بُعد فقط.
أول هذه الجوانب هو الحضور الجسدي
والتفاعل الإنساني. التواصل الوجاهي يخلق نوعًا من الثقة والانتماء لا يمكن تحقيقه بسهولة
عبر الشاشات. الموظف عن بُعد قد يفتقر إلى بناء علاقات قوية مع الفريق، مما يؤثر
على روح العمل الجماعي ويجعل التفاعل أقل ديناميكية.
ثانيًا، تفتقد الشركات القدرة على رصد
ثقافة العمل وسلوكيات الموظف اليومية.
في المكاتب التقليدية، يستطيع المدير
ملاحظة الالتزام، التفاعل، والطاقة التي يبثها الموظف في محيطه. أما في العمل عن
بُعد، فغالبًا ما يُقاس الأداء بالأرقام فقط، وهو أمر قد يغفل الجوانب الإنسانية
والمهارات اللينة التي تميز الموظفين المميزين.
من التحديات الأخرى أيضًا، صعوبة نقل
الثقافة المؤسسية. الشركات تعتمد على القيم والمبادئ الداخلية لخلق بيئة عمل متناغمة.
لكن في التوظيف عن بُعد، قد يجد الموظفون صعوبة في فهم هذه الثقافة أو تبنيها، مما
يؤدي إلى شعور بالعزلة أو الاغتراب عن أهداف الشركة.
كما أن بعض الشركات تجد صعوبة في تقييم
المهارات غير الفنية مثل القيادة، حل المشكلات، أو مهارات العرض والتقديم.
المقابلات الافتراضية لا تعكس دائمًا صورة كاملة عن قدرات المرشح الحقيقية، مما
يزيد من مخاطر اختيار الشخص غير المناسب.
ورغم هذه التحديات، يمكن للشركات
التغلّب عليها من خلال الاستثمار في أدوات التواصل، تعزيز الثقافة الرقمية، وتطوير
برامج إدماج ذكية للموظفين الجدد.
في النهاية، بينما يقدّم التوظيف
عن بُعد فرصًا واعدة، إلا أنه يتطلب وعيًا بالتحديات الخفية التي قد تؤثر على
جودة الفريق وأداء العمل. الفهم العميق لما تفتقده الشركات يمكن أن يكون هو
المفتاح لبناء فرق عمل متوازنة ومؤثرة مهما كان مكانها الجغرافي.
تعليقات
إرسال تعليق