خلاصة كتاب : اصنع وقتًا أكثر من المتاح
خلاصة كتاب
Make Time
(اصنع وقتًا أكثر من المتاح)
لمؤلفيه
جيك ناب
وجون زيراتسكي
المقدمة:
لماذا نحتاج إلى فلسفة جديدة للوقت؟
في عصر التكنولوجيا السريع، حيث تُصمَّم التطبيقات ووسائل التواصل لاستنزاف انتباهنا، يشعر الكثيرون بأنهم عالقون في دوامة من الانشغال دون إنجاز حقيقي. كتاب " اصنع وقتًا أكثر من المتاح " لجيك ناب وجون زيراتسكي (المهندسان السابقان في جوجل ومصمما تجارب المستخدم) يُقدِّم رؤيةً ثوريةً تختلف عن نصائح إدارة الوقت التقليدية. بدلًا من محاولة "فعل كل شيء بشكل أسرع"، يدعو الكتاب إلى إعادة توجيه الحياة نحو الأولويات الحقيقية عبر أربع خطوات:
اختر ما يهمك اليوم.
تخلص من المشتتات.
حافظ على طاقتك.
قيِّم وتعلَّم من تجربتك.
الهدف ليس زيادة الإنتاجية، بل استعادة السيطرة على الحياة من خلال خلق مساحة لما يمنحك الإشباع المعنوي أو المهني.
الجزء الأول:
اختر هدفًا يوميًا صناعة المعنى
الفكرة الأساسية هنا هي أن اليوم الناجح لا يُقاس بعدد المهام المكتملة، بل بمدى شعورك بأنك عشت يومًا ذا معنى. هذا يتطلب تحديد الهدف اليومي، وهو النشاط الواحد الذي ستخصص له أفضل طاقتك وتركيزك، سواء كان مرتبطًا بالعمل (مثل إنهاء مشروع متعثر) أو الحياة الشخصية (متعلم لغة جديدة).
كيف تختار الهدف اليومي؟
اطرح على نفسك أسئلة عميقة:
ما الذي سأشعر بالفخر إذا أنجزته اليوم؟
ما الشيء الوحيد الذي لو فعلته سيجعل اليوم ناجحًا؟
ما الذي يؤجل حياتي أو أحلامي إذا تجاهلته؟
حدد نوع الهدف:
أهداف التركيز العميق: تحتاج إلى فترات طويلة من التركيز (مثل كتابة فصل من كتاب).
أهداف العلاقات: تعزيز الروابط مع الآخرين (مثل عشاء عائلي دون هواتف).
أهداف العناية الذاتية: تعزيز الصحة الجسدية أو النفسية (مثل ممارسة اليوجا).
التحديات الشائعة وحلولها:
التنافس بين الأهداف: إذا كان لديك هدفان مهمان، خصص لكل منهما وقتًا محددًا (مثل 90 دقيقة للعمل، 60 دقيقة للعائلة).
المهام الطارئة: اكتبها في قائمة ربما لاحقًا حتى لا تشتت انتباهك.
نقص الوضوح: إذا لم تستطع الاختيار، اسأل: "أي من هذه المهام ستكون لها عواقب أكبر إذا تجاهلتها؟".
أمثلة عملية:
ليلى، مديرة مشروع، اختارت هدفها اليومي بـ "إنهاء خطة إطلاق المنتج"، رغم ضغط الاجتماعات، خصصت أول ساعتين من صباحها لهذا الهدف.
خالد، طالب جامعي، حدد هدفه بـ "مذاكرة فصل الكيمياء لمدة 45 دقيقة دون مقاطعات".
الجزء الثاني:
تخلص من المشتتات معركة التركيز
المشتتات الحديثة – مثل الهواتف ووسائل التواصل – صُمِّمت لتكون إدمانية، مما يجعل مقاومتها صعبة. يطلق المؤلفان على هذه المشتتات اسم "برك اللانهاية" (Infinity Pools)، في إشارة إلى التطبيقات التي توفر محتوى لا نهائي (مثل فيسبوك، تيك توك، نتفلكس). المفتاح هنا هو إعادة تصميم بيئتك لجعل الوصول إلى المشتتات أصعب، والوصول إلى أهدافك أسهل.
استراتيجيات مُفصَّلة لمحاربة التشتيت:
أعد تشكيل علاقتك بهاتفك:
حذف التطبيقات غير الضرورية: لا تحتفظ إلا بما تستخدمه يوميًا حقًا.
تعطيل الإشعارات: الغاء جميع التنبيهات التلقائية إلا للرسائل العاجلة.
استخدام الوضع الرمادي: تغيير إعدادات الشاشة إلى الأبيض والأسود لتقليل الإغراء البصري.
تخصيص الشاشة الرئيسية: ضع فقط التطبيقات الأساسية (خرائط، التقويم) وأبعد وسائل التواصل إلى مجلدات بعيدة.
إدارة البريد الإلكتروني بذكاء:
حدد نافذتين للرد: مثلاً، 30 دقيقة بعد الظهر و30 دقيقة قبل المغادرة.
استخدم قوالب الردود: لتجنب إضاعة الوقت في تكرار الرسائل.
فلاتر التصنيف التلقائي: استخدم أدوات مثل "Gmail Filters" لفرز الرسائل غير المهمة تلقائيًا.
تحكم في بيئة العمل:
استخدم سماعات عازلة للضوضاء في المكاتب المفتوحة.
اضبط إضاءة المكتب: الإضاءة الطبيعية أو الدافئة تحسن التركيز.
اختر مكانًا مخصصًا للهدف اليومي: مثل مكتب منفصل أو مقهى هادئ.
القواعد الذكية:
قاعدة الـ 20 ثانية: اجعل الوصول إلى المشتتات يستغرق 20 ثانية إضافية (مثل إخفاء الهاتف في حقيبة مقفلة).
قاعدة الـ 10 دقائق: إذا شعرت برغبة في التشتيت، انتظر 10 دقائق قبل الاستسلام، غالبًا ستجد أن الدافع يختفي.
التعامل مع الاجتماعات:
رفض الاجتماعات غير الضرورية: اطلب جدول أعمال مسبقًا، وإذا لم يكن هناك هدف واضح، اعتذر.
حدد وقت الاجتماعات بـ 25 دقيقة: فترات أقصر تزيد التركيز وتقلل الإطالة.
الجزء الثالث:
حافظ على طاقتك الوقود الداخلي
الطاقة هي العامل الحاسم في القدرة على التركيز. إذا كنت منهكًا، حتى أفضل الاستراتيجيات ستفشل. يركز هذا الجزء على تعزيز الطاقة الجسدية والعقلية من خلال عادات يومية بسيطة.
استراتيجات مُعزِّزة للطاقة:
الحركة الجسدية:
اجعل الحركة جزءًا من روتينك: اصعد السلالم بدلًا من المصعد، امشِ أثناء المكالمات.
تمارين قصيرة مكثفة: جرب 7 دقائق من التمارين السريعة (مثل القفز أو الضغط).
التمدد كل 90 دقيقة: لتجنب تصلب العضلات وتحسين الدورة الدموية.
النوم الجيد:
التقليل من الضوء الأزرق: استخدم نظارات حاجبة للضوء الأزرق أو برامج مثل "f.lux" على الكمبيوتر.
طقوس ما قبل النوم: مثل القراءة الورقية أو شرب شاي الأعشاب.
غرفة النوم المثالية: درجة حرارة بين 18-20 مئوية، ظلام تام، وسادة مريحة.
التغذية الذكية:
تجنب "معارضي الطاقة": مثل الوجبات السريعة أو المشروبات الغازية.
وجبات صغيرة متكررة: 5 وجبات خفيفة غنية بالبروتين (مثل المكسرات، الزبادي اليوناني).
التوقيت الذكي للكافيين: تناوله قبل الظهر فقط، وتجنبه إذا كنت تشعر بالقلق.
الصحة العقلية:
التأمل اليومي: حتى 5 دقائق من التركيز على التنفس.
التفريغ الوجداني: اكتب ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لها كل صباح.
الاسترخاء النشط: مثل الرسم أو العزف على آلة موسيقية.
الجزء الرابع:
قيّم وتعلَّم التحسين المستمر
الفشل في تحقيق الهدف اليومي ليس نهاية العالم، بل فرصة للتعلم. هذا الجزء يركز على المراجعة اليومية لتعديل الاستراتيجيات بما يناسب ظروفك.
كيف تُقيِّم يومك؟
أسئلة المراجعة اليومية:
هل حققت هدفي اليومي؟ إذا لا، ما الذي عرقلني؟
ما أكثر المشتتات تأثيرًا اليوم؟ كيف يمكن تجنبها غدًا؟
كيف كانت طاقتي؟ متى شعرت بالحيوية؟ متى شعرت بالإرهاق؟
التجريب والتبديل:
إذا فشلت في التركيز صباحًا، جرِّب فترات المساء.
إذا كانت التمارين الصباحية مرهقة، انتقل إلى المشي بعد العشاء.
نظام النقاط:
أعطِ نفسك نقاطًا يومية من 1 إلى 10 في ثلاث فئات:
تحقيق الهدف اليومي.
مقاومة المشتتات.
مستوى الطاقة.
حلِّل النتائج الأسبوعية لرصد الأنماط.
الأدوات المساعدة:
تطبيقات التتبع: مثل "Streaks" لمراقبة العادات.
الملاحظات الصوتية: سجِّل ملاحظاتك أثناء القيادة أو المشي.
دراسات حالة مُفصَّلة
أميرة – رائدة أعمال:
التحدي: انشغالها بطلبات العملاء جعلها تُهمل تطوير استراتيجية النمو.
الحل: حددت هدفًا يوميًا بـ "العمل على خطة التوسع لمدة 60 دقيقة".
النتيجة: خلال شهر، أطلقت خدمة جديدة زادت إيراداتها بنسبة 30%.
ياسر – موظف في شركة تقنية:
التحدي: إدمانه على ألعاب الهاتف أهدر 3 ساعات يوميًا.
الحل: حذف الألعاب، واستخدم قاعدة الـ 20 ثانية بوضع الهاتف في خزانة.
النتيجة: استعاد الوقت لتعلم مهارة برمجة جديدة.
نورة – أم لثلاثة أطفال:
التحدي: عدم وجود وقت للقراءة بسبب المسؤوليات المنزلية.
الحل: حددت هدفًا يوميًا بـ "القراءة لمدة 15 دقيقة أثناء انتظار الأطفال في الحافلة".
النتيجة: أنهت 5 كتب في 3 أشهر.
الانتقادات وردود المؤلفين
"هذه الاستراتيجيات غير عملية للوظائف الميدانية":
الرد: يمكن تكييف المبادئ، مثل تحديد هدف يومي قصير (مثل "تعلم مهارة جديدة في 10 دقائق").
"التخلي عن التكنولوجيا مستحيل في بعض المهن":
الرد: ليس المطلوب التخلي، بل التحكم الواعي (مثل استخدام أدوات إدارة الوقت مثل "Freedom" لحظر المواقع أثناء العمل).
"التركيز على هدف واحد يوميًا يحد من الإنتاجية":
الرد: الإنتاجية الحقيقية هي في إنجاز ما يخلق تأثيرًا طويل المدى، وليس تكديس المهام السطحية.
الخلاصة:
الحياة ليست سباقًا، بل رحلة
الرسالة الأساسية لـ "Make Time" هي أن الوقت مورد متساوٍ للجميع (24 ساعة يوميًا)، لكن السر يكمن في كيفية استثماره في ما يمنحك الإشباع والهدف. ليست المشكلة في قلة الوقت، بل في انسياقنا وراء ما تفرضه علينا التكنولوجيا والمجتمع.
النجاح، وفقًا للمؤلفين، ليس إنجاز كل شيء، بل العيش بطريقة متعمدة حيث تشعر في نهاية اليوم أنك تحركت خطوة واحدة – ولو صغيرة – نحو الحياة التي تريدها.
تعليقات
إرسال تعليق